مدرسة تراست العتيقة
تعتبر مدرسة المسجد الكبير بتارست من أقدم المدارس العتيقة بمدينة إنزكان. حيث اسست من طرف أبناء وأحفاد الشريف المجاهد أحمد بن محمد دفين ضريحه بتلضي شرق حصن أكادير أوفلا " حصن فونتي " والذي نزل بالسهل السوسي قادما إليه من الصحراء وتولى الجهاد ضد البرتغاليين والإسبان الذين احتلوا عدد من الثغور المغربية في القرن السادس عشر ميلادي. وبالضبط تولى هذا الشريف الجهاد في عهده أبي العباس مولاي أحمد الأعرج وكان ذلك ما بين سنتي (1517م- 1539م). غير أننا نجهل بالتحديد تاريخ تأسيس هذه المدرسة والتي تحولت من مسجد أسسه أحفاد هذا الشيخ المجاهد الذين استقروا في تراست إلى مدرسة عتيقة. وشأنها مدرسة الجامع بإنزكان عرفت ازدهارا كبيرا في فترة معينة من الزمن، ففي عهد الشيخ الفقيـه الموثق سيدي عمر حمايمو عرفت المدرسة ازدهارا كبيرا والذي عرف عنه أنه كان يمول المدرسة من ريع أملاك الفلاحية وأمواله الخاصة. ولقد تخرج من هذه المدرسة أفواج من طلبة القرآن والعلم، وما زالت إلى يومنا هذا تقوم بنفس الدور. ويذكر أن
هذا المسجد هو أول مسجد جامع عرفته هذه المنطقة. فما هي إذن مرافق هذه المدرسة ؟ ومنهم أبرز أساتذتها ؟ ومن أين تحصل على مواردها ؟ وماذا عن طلبتها الحاليين ؟
أ- مرافق المدرسة :
ترتبط مدرسة تراست بالمسجد الكبير، كغيرها من المدارس العتيقة. فأغلبية المدارس مرتبط بمساجد وأنها توجد داخل أسوار هذا المسجد.
تضم إذن مدرسة تارست العتيقة مجموعة من المرافق تتمثل في توفرها على أربع عشرة غرفة مخصصة لإيواء الطلبة ويقتسمها اثنان منهم أو ثلاثة إلى جانب قاعتين لدروس إحداهما لحفظ القرآن والثانية لدراسة المثون ومطبخ ومرحاض،وتتفر كذلك على قاعة لتموين الطلبة، وأيضا غرفة خاصة للشيخ تحتوي على خزانة للكتب جمعها طيلة مساره العلمي. وفيما يلي وصف لقاعدة الدروس :
ليس في قاعدة الدروس التي تتواجد في الطابق الأرضي أية مقاعد، فالشيخ وحده هو الذي يتوفر على مقعد من نوع خاص يسهل عليه الجلوس لفترة طويلة وهو يدرس تلامذته علوم القرآن والحديث، بينما فرش حصير على أرضيتها وفوقه بساط جزء منه أخضر اللون والجزء الآخر أحمر اللون، بينما وضع على الحائط حاجز خشبي على متر يتكئ عليه الطلبة ويقيهم من برودة المكان.
أما القاعة المخصصة لحفظ القرآن فهي تتوفر على حصير يجلس عليه طلبة القرآن. في حين أن القاعة المخصصة لكتب الشيخ تفتح في وجه جميع الطلبة المنضوين تحت لواء المدرسة قصد الاستفادة منها.
هناك تعليق واحد:
المدرسة حاليا جددت وهيئت وتوسعت بناية وترميما وإصلاحات كثيرة وألحقت بالمدرسة القديمة مدرسة جديدة بكل مقوماتها وتجهيزاتها ومرافقها وبدأ تجديد المدرسة منذ الإلتحاق الشيخ الفقيه العالم الجليل سيدي الحاج احمد اليوربوعي إليها التسعينات بتعيين رسمي من الوزارة عرفت المدرسة ركودا ما يقرب يقرب ثلاثين عاما وعرفت تخريج أفواجا من الأئمة والفقهاء والمدرسين وانخرطت في النظام الجديد للتعليم العتيق لأكثر من عشر سنوات بنجاح والله الموفق
إرسال تعليق